الفصل الأول: شابّ ثري

أيمن شابّ عشرينيّ نشأ بين أحضان أسرة ثرية وعاش حياة الترف والثراء ولم يُدرك قيمة المال والتعب في جنيه والحصول عليه، وفي أثناء دراسته الجامعية -في السنة الثانية تحديدًا- التقى بسارة الفتاة الجميلة واللطيفة، فأعجب بها إعجابًا شديدًا ثم تحول هذا الإعجاب إلى حبّ، وقد قابلته سارة الحبّ ذاته، فعزم أيمن على الزواج منها فور الانتهاء من دراستهما، إذ لم يكن هناك ما يمنع من إتمام هذا الزواج؛ لا الظروف الماديّة ولا الظروف العامّة للأسرتين.

وفي يوم الثلاثاء كانت تحضيرات حفل زفاف أيمن وسارة الذي سيُقام يوم الخميس على مشارف الانتهاء، وقد كان كلّ منهما يعيش أجمل لحظات عمره؛ فأن يجتمعا تحت سقف واحد هذا ما تمنّياه في سنوات الحبّ التي عاشاها، وقد سرت الأمور على أكمل وجه، وتزوج أيمن وسارة وكان الجميع سعيدًا في ذلك اليوم الجميل، وعاشا معًا بسعادة وهناء إلى أن جاء اليوم الذي تبدّل فيه الحال، وانقلبت حياتهما رأسًا على عقب!!!


الفصل الثاني: تبدل الحال

تولّى أيمن مهمة إدارة أحد المشاريع المهمة التي يملكها والده في السوق، ومرتّ شهور عديدة على زواجه من سارة لم يُنقص فيها عليها شيئًا، وفي يوم من الأيام بعدما عاد أيمن من العمل متعبًا وتناول طعام العشاء دقّ باب المنزل دقتين خفيفتين، وكانت الساعة حينها تشارف على السابعة مساء، فقالت سارة مبتسمة: ابقَ مكانك، أنا سأفتح الباب، ولما فُتِح الباب ظهر أمامها رجل أشعث أغبر يبدو أنّ الفقر قد أنهكه، فقال الرجل: مساء الخير يا سيدتي، المعذرة منكِ أريد فقط خبزًا آكله، فمنذ الصباح وأنا جائع ولم أجد من يساعدني.


وقبل أن تتفوه سارة بكلمة واحدة جاء أيمن من خلفها مسرعًا وعلامات الغضب على وجهه، وصاح بالرجل بصوتٍ عالٍ: اذهب من هنا أيها الفقير وإلا أوسعتك ضربًا، ليس لدينا شيء نعطيه لأمثالك، ثم ردّ الباب بقوة في وجه الرجل وترك سارة واقفة في مكانها مندهشة من تصرّفه الذي رأته لأول مرة منه منذ زواجهما قبل عدة أشهر، وحاولت أن تفهم منه سبب ذلك إلا أنه أنهى الموضوع على الفور، وكانت هذه نقطة التحول في علاقتهما.


مرت الشهور ودارت الأيام وإذا بالأعمال التي تولاها أيمن تتردى شيئًا فشيئًا حتى يمكن القول إنه صار فقيرًا بعد أن كان غنيًا، وضاعت أمواله وتبددت ثروته نتيجة أخطاء كارثية ومصائب حلّت به، وقد انعكس ذلك على الحياة الزوجية، فصار حدوث مشكلة كل يوم أمرًا لا بدّ منه، فضاقت سارة بهذه الحياة ذرعًا، ووصل بها الأمر إلى طلب الطلاق، فحدث ما أرادت وتركت أيمن مكسورًا ومحزونًا.


الفصل الثالث: كما تدين تُدان

ازدادت أوضاع أيمن سوءًا يومًا بعد يوم، فخسر كلّ شيء كان يملكه؛ حبّ حياته سارة وعمله وماله، لكنّ سارة استطاعت أن تتجاوز أزمتها وطلاقها؛ فتزوجت من رجل آخر ثري أيضًا وعاشت معه بسعادة وهناء، إلى أن شاءت الأقدار بعد سنوات عديدة أن يأتي يوم وهما يتناولان الطعام أن يُطرَق باب بيتهما، وإذ به فقير جائع يطلب الطعام، فلما رأته سارة دخلت في نوبة بكاء شديدة؛ هذا الفقير الذي جاء يطلب المساعدة منهما لم يكن إلا أيمن زوجها السابق.


ناولت سارة أيمن الطعام ودموعها لا تتوقف عن النزول، ولما سألها زوجها عن سبب بكائها الشديد أجابته بأنّ هذا الذي دقّ بابهما هو زوجها السابق أيمن، وقد سبق أن نهر فقيرًا طلب منا المساعدة في يوم من الأيام، هنا ابتسم الزوج واحتضن سارة بين يديه ثم قال: والله لقد كنت أنا ذاك الفقير الذي طرده زوجك هذا!!!


ولقراءة المزيد من القصص الواقعية: قصة قارب الموت، قصة لقمة العيش.