الفصل الأول: ساحر المدينة
في إحدى البلاد البعيدة كانت تدور بين الناس أسطورة المصباح السحري الذي يسكنه مارد يمكنه تحقيق أُمنيات من يحصل عليه ويمتلكه، وهناك كان يعيش ساحر عانى كثيرًا بحثًا عن مكان المصباح وطريقة الحصول عليه، حتى استطاع بعد تعب وشقاء معرفة أنّ هذا المصباح موجود في مغارة كبيرة يُفتح بابها مرة واحدة فقط كل ألف عام، ولحسن حظّه أنّ المدة المتبقية من الألف عام حتى يفتح باب المغارة كانت خمس سنوات فقط.
بعد مرور السنوات الخمس حان الوقت لفتح باب المغارة، التي كان مترامية على أطراف المدينة، فشدّ الساحر عزمه وذهب إلى هناك والحماسة تشتعل في صدره، ولما وصل كانت الصدمة بانتظاره؛ فباب المغارة صغير والساحر حجمه كبير، لذا لن يستطع الدخول من الباب مهما حاول، فوقف يفكر ما الذي عليه فعله، حتى قرر الذهاب إلى السوق والاستعانة بفتى صغير الحجم خفيف الحركة حتى يُحضر له المصباح.
الفصل الثاني: علاء الدين
وصل الساحر إلى السوق وأخذ يتلفت يمنة ويسرة علّه يستطيع إيجاد من يمكنه مساعدته، لذا دون أن ينتبه أمامه اصطدم بفتى صغير يركض، ولم يكن هذا الفتى سوى علاء الدين، فتوقف الاثنان مقابل بعضهما ينظر كل منهما إلى الآخر، وفجأة قال الساحر بصوت عالٍ: لقد وجدته، أنت الذي أريد أنت، فوقف علاء الدين مصدومًا لا يفهم ما يقصده هذا الرجل، فأخبره الساحر بما يريده لما رآه منه من خفّة حركة وسرعة، وطلب منه مساعدته مقابل مبلغ من المال.
وافق علاء الدين على طلب الساحر وذهب معه إلى مكان المغارة، فأشعل الساحر النار وقال بصوت منخفض كلمات غريبة، وأمام عيني علاء الدين المندهش انزاحت صخرة من أمامهما، وظهرت تحتها فتحة صغيرة تؤدي إلى داخل المغارة، وقبل أن يلج علاء الدين إليها أوقفه الساحر وقال: ستدخل من هذه الفتحة وتسير باتجاه الأسفل، وهناك ستجد بوابة حجرية ستفتح عندما تلمسها، خلفها كنوز كثيرة ومصباح قديم، لكن حذار من أن تأخذ شيئًا من هذه الكنوز، عليك فقط أن تُحضر المصباح القديم.
دخل علاء الدين إلى المغارة وفعل كما طلبه منه الساحر، فحمل المصباح القديم وهمّ بالخروج، لكنه لم يستطع أن يقاوم الكنوز فحمل بعضها في جيبه، وهنا حدث ما لم يكن بالحسبان؛ فعند صعوده اهتزّت المغارة وأُغلق بابها بالصخرة وبقي علاء الدين في الداخل، عندها عرف الساحر أن علاء الدين أخذ شيئًا من الكنوز، فصاح غاضبًا: يا لك من فتى غبي، لقد أصابتك لعنة المغارة التي لن تُفتح مجددًا قبل ألف عام.
رجع الساحر إلى المدينة ساخطًا على الفرصة التي أفلتت من بين يديه، بينما بقي علاء الدين وحده في المغارة يفكر ماذا يفعل، وبينما كان يجلس يتأمّل المصباح فركه بيده ليُزيل عنه الغبار، وفجأة خرج منه المارد قائلًا: أنا بخدمتك يا سيدي، دُهش علاء الدين وسأله: من أنت؟ فأخبره المارد: أنا أحقق الأمنيات، ما عليك إلا أن تفرْك المصباح عندما تُريدني فأنفّذ لك ما تُريد.
الفصل الثالث: علاء الدين والأميرة
طلب علاء الدين من المارد أن يُخرجه من المغارة ويُعيده إلى بيته، فكان له ما أراد، وعاد علاء الدين إلى بيته وأخبر أمه بما حدث معه، فكانت نصيحتها ألا يُخبر أحدًا بالأمر، وأن يُكمل حياته بشكل طبيعي كأنّ شيئًا لم يكن. فمرّت سنوات عديدة وكبر علاء الدين وأصبح شابًا وأكمل حياته كما نشأ ولم يتغير عليه شيء، وفي يوم من الأيام خرجت أميرة البلاد مع خَدَمِها إلى السوق، فرآها علاء الدين وأعجب بها، فطلب من أمه أن تخطبها له.
رفضت الأم طلب علاء الدين لأنّ الأميرة لن تقبل بشاب فقير ثله، فذكّرها علاء الدين بأنّ المال قد يأتيه في أي لحظة، فكل ما عليه فعله هو أن يفرك المصباح الذي أحضره من المغارة ويأمر المارد بإحضار الذهب والكنوز، وبعد تفكير طويل وافقت الأم على طلبه، وذهبت إلى القصر ومعها الهدايا والمجوهرات التي أحضرها المارد، وطلبت يد الأميرة من أبيها.
وافق الأب على هذا الزواج لكنّه اشترط على علاء الدين أن يبني قصرًا لابنته، فضحك علاء ضحكة طويلة ثم قال بعدها: القصر سيكون جاهزًا في الغد؛ فعاد علاء الدين إلى بيته وفرك المصباح وطلب من المارد أن يبني له القصر، فكان له ما أراد، وفي الصباح تفاجأ والد الأميرة بأنّ القصر جاهز، وعلى الفور أقيمت مراسم الزّواج وعاش علاء الدين مع زوجته سعيدًا.
وصل خبر زواج علاء الدين إلى الساحر، فاستشاط غضبًا وقرر الانتقام منه، وعرف أنّ علاء استخدم المصباح السحري لا محالة، فقرّر أن يستولي عليه بأي طريقة، فتربّص الساحر به وبزوجته الأميرة، ففي يوم خرج علاء الدين وبقيت زوجته في القصر، وكان حينها الساحر متربصًا أمام القصر يجرّ عربة فيها مصابيح ذهبية جديدة، وبدأ ينادي ليبيعها.
شاهدت الأميرة البائع من النافذة وأعجبت بالمصابيح التي يبيعها، فطلبت من واحد من الخدم أن يأخذ المصباح القديم من غرفة علاء الدين ويستبدله بواحد جديد من البائع الذي ينادي على المصابيح، وبفعل ذلك حصل الساحر على المصباح السحري، وفركه في الحال طالبًا من المارد أن يُزيل القصر من مكانه ويضعه في الصحراء، فنفّذ المارد الأمر حالًا، وعندما عاد علاء الدين إلى المدينة لم يجد قصره، فعلم أنّ الساحر قد وصل إلى المصباح السحري، وانطلق على حصانه يبحث عنه.
تَسلّل علاء الدين إلى القصر ووجد الساحر فيه نائمًا، فبدأ يبحث عن المصباح دون أن يُصدر أي صوت حتى وجده في غرفة صغيرة، فأمسكه على الحال وفركه بيديه، عندها خرج المارد، فأمره علاء الدين أن يُعيد القصر إلى مكانه، وأن يأخذ الساحر إلى المغارة التي أخرجه منها أول مرة. فحصل له ما أراد.
ولقراءة المزيد من القصص الخيالية: قصة فتاة البحيرة، قصة رحلة الجبل.