الفصل الأول: الولد الشقي

جميل طفل في العاشرة من عمره وحيد لأبويه، ويعيش معهما في منزل من المنازل ذات الطابع التقليدي وسط المدينة، ووالد جميل يملك محلًا تجاريًا يبيع فيه الألبسة، ووالدته تُعطي دروسًا خصوصية للأطفال في المنزل، وقد كان لجميل من اسمه نصيب؛ إذ إنه وسيم وقريب من القلب، إلا أنّ لديه مشكلة كبيرة تسبب الإحراج لوالديه في أي مكان يكونون فيه؛ فهو شقيّ لدرجة كبيرة ولا يهدأ أبدًا، حتى إنّه كثيرًا ما يواجه المشكلات في المدرسة وتُبعث إلى أهله شكاوى لتقويم سلوكه


حاول والدا جميل تأديبه كثيرًا وتفهميه أنّ تلك السلوكيات الشقية ستسبب له الأذى عاجلًا أم آجلًا، ولم يستطيعا تحييد تلك السلوكيات سوى بنسبة ضئيلة، فاستمرّت الشقاوة واستمرّت المشكلات الصعبة لجميل وعائلته، حتّى حلّت المصيبة الكبرى التي لم تكن في الحُسبان، ولم تخطر على بال أحد.


الفصل الثاني: آسف يا أمي

في صباح يوم من الأيام أيقظت الأم جميل كالمعتاد، وجهّزت له ملابس المدرسة ليرتديها بينما كان يُنظّف أسنانه، ثم اجتمعت العائلة على مائدة الإفطار، وبعد الانتهاء من تناول الطعام، انطلق كلّ منهم إلى المهمة التي ينغي له إتمامها؛ جميل إلى المدرسة راكبًا بالحافلة التي كانت تنتظره في الخارج وصوت بوقها عمّ المكان، ووالد جميل ركب سيارته واتّجه نحو السوق لإحضار بعض الحاجيات ثم فتح محله، أما والدة جميل فقد بدأت يومها بحملة تنظيف للمنزل.


مضت عدة ساعات ووالدة جيل منهمكة في التنظيف حتّى حلّ منتصف النهار تقريبًا، فدخلت إلى غرفة المعيشة لتكون المفاجأة الكبيرة؛ جميل جالسٌ على الأريكة ووجهه باتجاه النافذة يحدق في الخارج، هنا صرخت بغضب: جميل، ماذا تفعل هنا في هذا الوقت، لماذا لست في المدرسة؟ بقي جميل صامتًا لكنه استدار بوجهه نحو أمه، فلاحظت على الفور آثار دماء كثيرة على وجهه.


هرعت والدة جميل إليه بسرعة وقالت بخوف: لماذا وجهك هكذا، من أين هذه الدماء؟ قال جميل: أنا آسف يا أمي، قالت الأم: هل تشاجرت مع أحد مرة أخرى يا جميل، هل أرسلك المدير إلى المدرسة من أجل ذلك؟ استمرّ جميل بقوله: أنا آسف يا أمي، هنا غضبت الأم وقالت: كفى، لا أريد أن أسمع أعذارك، اذهب إلى غرفتك، وعندما يعود والدك سيقرر عقوبتك.


الفصل الثالث: النهاية

طأطأ جميل رأسه في خجل وذهب إلى غرفته، وفي هذه الأثناء رنّ الهاتف، فأجابت والدة جميل بسرعة وجاءها صوت: مرحبًا، هل يمكنني التحدث مع والدة جميل؟ ردّت: أنا هي تفضل، فقال: أنا مدير مدرسة جميل و....، لم يُكمل المدير جملته، فقد قاطعته والدة جميل وقالت: أوووه أنا آسفة حقًا، ماذا فعل هذا الصغير مرة أخرى؟ ردّ المدير: لا أدري كيف سأستطيع إخبارك، لكن جميل صعد إلى سطح المدرسة ....، قاطعته مرة أخرى وقالت: لقد عانيت من هذا الولد كثيرًا، أنا أعدك عندما يعود والده إلى المنزل سيعاقبه عقابًا شديدًا.


رفع المدير صوته وقال: سيدتي، أنت لم تفهمي الموضوع كاملًا بعد، جميل صعد إلى السطح وسقط منه على رأسه ومات على الفور، أنا آسف، هنا سقط الهاتف من يد والدة جميل ولم تدرِ ماذا تقول وماذا تفعل، لكن الدموع بدأت تنهمر من عينيها بشدة، وأسرعت إلى غرفة جميل لتراه؛ فقد تحدثت معه قبل دقائق ورأته لما دخل إليها، لكنّ المفاجأة أنّ الغرفة كانت فارغة من أي أحد.


ولقراءة المزيد من قصص الرعب والخيال: قصة الغرفة المغلقة، قصة لعبة الغميضة.