الفصل الأول: سليم والعِلم
هيّا يا سليم، لقد وُضِع الطعام على المائدة وسيبرد إن لم تنزل حالًا، فأجاب: حاضر يا أمي دقيقة واحدة؛ كانت تلك الكلمات روتينية بين سليم وأمه تُعاد في كلّ يوم تقريبًا، فقد كان يقضي جُلّ وقته بعد عودته من الجامعة إما في مشاهدة الأفلام العلمية، أو في قراءة الكتب في الموضوع ذاته، خاصةً ما يتمحور حول الفضاء وأسراره. في أثناء تناول الطعام قالت الأم: ما رأيك يا سليم أن تلتفت إلى دروسك وتترك الأفلام والكتب جانبًا؟!
ابتسم سليم لأمه وقال: لا تقلقي عليّ فدروسي من أولوياتي أيضًا، لكنّي أجد مُتعة لا تُضاهى بين أحضان العلم والمعرفة عن الفضاء والرحلات التي تنطلق إليه، ثم سكت برهة وأكمل كلامه: يااااااه لو يأتي اليوم الذي أستطيع فيه الصعود إلى هناك، فأجابت أمه: حسنًا انتهِ من تناول طعامك ومن أحلامك المستحيلة واذهب إلى السوق لإحضار بعض الحاجيات الضرورية، تركت لك الورقة على تلك الطاولة، فضحك وقال: حاضر.
الفصل الثاني: مخلوقات فضائية
كانت الشمس قد شارفت على المغيب عندما خرج سليم من المنزل للذهاب إلى السوق المجاور، ولما وصل إلى منتصف الطريق شعر فجأة بأنّ شخصًا ما يمشي وراءه أو يحوم حوله، فتوقف قليلًا والتفت يمنة ويسرة لكن لا أحد موجود بالقرب منه؛ فقط بضعة أشخاص بعيدين عنه، ثم أكمل سيره مع أخذ الحيطة والحذر، فقد ظلّ ذلك الشعور ملازمه طوال الطريق.
لم يكن الأمر في طريق العودة أخف وطأة على سليم من طريق الذهاب، بل كان أيضًا هذه المرة الشعور أقوى، لكنّ المفاجأة الكبرى كانت لما هبط أمامه فجأة مخلوق غريب، يشبه الإنسان ولا يُشبهه في الوقت ذاته، فسرت في جسده رعشة قويّة ولم يقدر على الهرب، فاقترب ذلك المخلوق من سليم وقال: لقد سمعنا أنّك تحبّنا كثيرًا، ما رأيك أن نُصبح أصدقاء ونتبادل الزيارات؟!! تلعثم سليم قليلًا وقال بارتباك شديد: ومن أنتم؟؟
أجاب المخلوق الغريب: خذني معك الآن إلى بيتك، ودعنا نتحدث في غرفتك الجميلة، صرخ سليم: كيف كيف، وماذا أقول لأهلي من أنت بشكلك الغريب هذا؟!! فردّ: هاهاهاهاها لن يستطيع أحدٌ رؤيتي، أنت فقط من تراني، هيا بنا، ودون وعي من سليم قاده إلى المنزل ودخل معه، وبالفعل لم يُعلّق أحد على وجود أحد مع سليم، وقالت له أمه بطريقة طبيعية: شكرًا يا عزيزي.
لم يستطع سليم تفسير ما يحدث معه، وبقي حائرًا وخائفًا حتى دخل إلى غرفته وبقي وحده مع ذلك المخلوق الغريب، فسأله: من أنت وماذا تريد مني؟ فأجاب: أنا هدية لك من السماء، سمعت أنّك مولع بالفضاء وبالمخلوقات التي تعيش فيه، وتتمنى يومًا أن تصعد إلى هناك وتتعرف إلى ذلك العالم السحري، وقد جئت لألبّي لك رغبتك: ابتسم سليم لأول مرة منذ أن التقى به وقال: بالتأكيد أنت تمزح، فهذا أمر مستحيل وغير معقول.
قال المخلوق الفضائي: جرّب أن تتبع أوامري وسأعدك أنّ ستزور الفضاء بكل سهولة، وبعد حديث مطوّل وتفكير وافق سليم أخيرًا، وبدأ يستعدّ للصعود إلى الفضاء مع المخلوق الفضائي برحلة غريبة وعجيبة.
غسل سليم جسده بالماء والتفّ بقطعة غريبة كان المخلوق الفضائي يحملها معه، ثم أمسك بيده بقوّة ووقفا بجانب بعضهما على حافة نافذة غرفة سليم، وتمتم المخلوق الفضائي بكلمات غريبة غير مفهومة أعاد سليم من بعد حسب التعليمات التي أملاها عليه، وفجأة وخلال ثوانٍ معدودة وجد سليم نفسه في عالم ساحر يسبح بين النجوم والكواكب، ومن حوله عشرات المخلوقات الفضائية التي تشبه صديقه الذي نزل إلى الأرض.
الفصل الثالث: العودة إلى الأرض
لم يعرف سليم ما يفعل هناك غير الانبهار، فكلّ ما حوله مثير للدهشة والمفاجأة، وعلى غير المتوقع قضى وقتًا ممتعًا مع المخلوقات الفضائية بالضحك واللعب والحديث المشوّق، وبعد مرور ساعات طويلة طلب سليم أن يعود إلى منزله حتى لا يفتقده أحد من أفراد عائلته، فتجهّز صديقه الذي أوصله إلى هنا وودع سليم بقية المخلوقات الفضائية على أمل العودة لهم وزيارتهم مرة أخرى.
هبط سليم إلى الأرض وعاد إلى غرفته وكانت الساعة حينها السابعة صباحًا، فبدّل ملابسه سريعًا وخرج من الغرفة على أطراف أصابعه متجهًا نحو الخارج للذهاب إلى جامعته كالمعتاد وكأنّ شيئًا لم يحدث، لكن لا تظنوا أنّ هذه الزيارة الفضائية كانت مرة واحدة فقط، بل تكررت وأصبح سليم صديقًا مقربًا للمخلوقات الفضائية يزورهم ويزورونه.
ولقراءة المزيد من القصص الخيالية: قصة محاولة 6001، قصة رحلة الجبل.