ملاقاة الفريسة
تُكمل سميحة لجارتها قصص احتيال زوجها، فتقوم الجارة بتحذيرها منه كي لا يصل لها الدور ويحتال عليها، فتضحك سميحة وتقول: لقد كُنت أستبعد ذلك، إلّا أنّني وبعد هذه القصة التي سأرويها لكِ أصبحت أخشى على نفسي من هذا الرجل ههه.
في أحد الأيام وصلت لزوجي رسالة على هاتفه قمتُ بفتحها عن طريق الصدفة، لأجدها من فتاة تقول "غداً على موعدنا المتّفق عليه؟"، ولمّا سألته عن تلك الفتاة تردّد في البداية، وبعد إلحاح مني أخبرني أنّه وقبل أسبوع دخل متجراً لبيع الملابس، وأثناء جولته داخله سمع امرأة تقول لصاحب المتجر: أين بضاعتي التي أوصيتك عليها قبل أسبوع يا حسن؟
فقال حسن: سأُعطيكِ نصفها اليوم، وغداً سأُكملها لكِ سيدة عواطف.
-ألم أدفع لك ثمنها كاملاً منذ أسبوع؟
-نعم، وأنا أعتذر منكِ على التأخير، لكنّ مورّد شركة الألبسة لم يُحضر لي سِوى نصفها، لا تقلقي غداً سأُعطيكِ بقيتها، أعدك.
-حسناً يا حسن، غداً سآتي وآخذها، وسأُعطيك مبلغاً آخر من المال أيضاً لتؤمّن لي بضاعة الأسبوع القادم كنت قد بعثتُ بصورتها لك على الهاتف.
وأردفت: فأنا سأفتتح فرعاً جديداً لمتجري، وهو يحتاج لضعف ما أطلبه عادةً.
-بالتوفيق، إذن تعالي غداً لأُكمل لكِ بضاعة اليوم، وادفعي لي ثمن بضاعة الأسبوع القادم.
وافقت المرأة على ذلك وبدأت بحمل بضاعتها، وحين عرض عليها صاحب المحل إيصالها لها لسيارتها كالعادة، أخبرته بأنّها اضطرّت لبيعها لحاجتها لنقودها إثر افتتاح المحل الجديد، واستأذنت ومضت.
الزوج المزيف
لمّا سمع غسان حديثهما هذا فكّر في حيلة جديدة تكسبه المزيد من المال، ثمّ انسحب من المتجر وقام باللحاق بالمرأة ومناداتها وقال لها: مرحباً، أنا اسمي مجدي أعمل كعتّال منذ سنوات، دعيني أساعدك في حمل البضاعة وإيصالها إلى منزلكِ فهي ثقيلة عليك.
رحّبت به المرأة وقالت: أشكرك على ذلك، فأنا بحاجة إلى المساعدة فالبضاعة كثيرة جداً.
وأخذ مجدي المحتال والمرأة يتحدّثان طوال الطريق، حتى اقترحت عليه أن يأتي معها غداً إلى المتجر ليساعدها في حمل ما بقي من البضاعة، فرح غسّان جداً حين أيقن أنّه حقّق مراده، ورحّب باقتراحها هذا، ثم أوصلها إلى منزلها وعاد فرِحاً يفكّر في الخطوة التالية.
دخل غسان إلى محل لبيع الإكسسوارات المزيفة واشترى خاتم زواج عاد به إلى منزله استعداداً ليوم غد، وفي صباح اليوم التالي التقى الاثنان في الموعد المتّفق عليه، حيث قامت المرأة بإعطاء صاحب المتجر ثمن بضاعة الأسبوع القادم، وأخذت بضاعة الأمس، فيما كان غسّان واقفاً يُناظرهما فقط دون أيّ تدخل أثناء ذلك، ولمّا أتمّا صفقتهما حمل البضاعة على كتفه، ورمى خاتم الزواج المزيّف أرضاً دون أن يراه أحد قبل خروجه، وأثناء مسيره مع المرأة توقّف غسّان فجأة ولطم وجهه وقال للمرأة: يا إلهي، لقد نسيت هاتفي في المتجر، يجب عليّ أن أعود لأخذه، وطلب منها أن تنتظره في الشارع حتى عودته.
وافقت على ذلك وطلبت منه ألّا يتأخر عليها، ثم ذهب مُسرعاً إلى المتجر، وفور دخوله وضع يده على الجدار وقال لصاحبه لاهثاً: لقد أسقطت زوجتي قبل قليل خاتم زواجنا في متجرك.
قال له صاحب المتجر: زوجتك التي أتت وأخذت البضاعة منذ قليل؟
قال غسّان: نعم
-حسناً لا بأس، ابحث عنه.
فبدا غسان البحث عنه، وعندما وجده شكر صاحب المتجر، وقال له مودّعاً: سلام..سنلتقي الأسبوع القادم عند أخذ البضاعة.
ثمّ عاد مُسرعاً نحو المرأة وقال مبتسماً: أتمنى ألّا أكون قد تأخرت عليكِ.
قالت له بلطف: لا داعي للقلق يا مجدي، قل لي هل وجدت هاتفك؟
قال غسّان بابتسامة ماكرة: بالطبع، لقد وجدته.
ثم أكملا طريقهما لمنزلها وأوصل لها البضاعة، وفي صباح اليوم التالي استيقظ غسّان مبكراً مرتدياً ثيابه، وذهب إلى المتجر وقال لصاحبه: لقد أرسلتني زوجتي لاستعادة نقود البارحة، فمخطط افتتاح محلّنا الثاني قد فشل للأسف.
قال صاحب المتجر: عن أي نقود تتحدث يا رجل؟ ومن هي زوجتك أصلاً؟
قال غسّان: أنا مجدي زوج السيدة عواطف، كنّا قد جئنا البارحة ووضعنا مبلغاً من المال ثمناً للبضاعة التي ستستوردها لنا، إلّا أنّ الله لم يشأ.
تنهّد الرجل وقال: لا أعرف ماذا أقول لك، سأردّ لك المبلغ لكنني سأحسم منه العربون على الأقل.
وافق غسان وقلبه يكاد يطير من الفرح، فيما تظاهر بالاستياء جرّاء ما سيخصمه الرجل، وأخذ المبلغ وفرّ هارباً.
قالت سميحة: ولمّا وصلته تلك الرسالة التي قرأتها من المرأة المسكينة، بعث لها رسالة يقول لها فيها " لقد طلقتكِ بالثلاث يا امرأة"، وانطلق لشراء رقم هاتف جديد، تاركاً المرأة خلفه لا تفهم شيئاً ممّا يدور.
ضحكت جارتها عند سماعها القصة أيما ضحك، قبل أن تيقن أنّ الرائحة المنبعثة في الحي هي رائحة طعامها الذي نسيته على النار.